يخضع الكثير من المرضى لعمليات العمود الفقري باختلاف أنواعها و أسبابها. فقد يخضع المريض إلى عملية علاج الإنزلاق الغضروفي بالطرق التقليدية ، تثبيت للفقرات ، توسيع القناة العصبية ، عملية لإصابته في حادث أو لاستئصال ورم.
قد يحدث في كثير من الأحيان أن تعود للمريض الآلام القديمة أو أن يعاني من آلام جديدة بعد العملية أو ما يعرف بمتلازمة ألم ما بعد عمليات الظهر.
حيث يظهر ، مع متابعة المريض ، وجود نفس الألم أو أكثر ، لنجد أن المريض يعاني من الآلام في العمود الفقري ، الأعصاب الطرفية أو الأعصاب عامةً. و قد يشكو بعض المرضى من وجود ألم في أسفل الظهر و منطقة الحوض و قد يمتد إلى الركب و يشعرون بالألم عند الجلوس على الكرسي أو الجلوس على الأرض .
تعود أسباب هذه المتلازمة لفشل عملية استئصال الغضروف أو وجود التهابات في مكان العملية أو حدوث التصاقات في الأغشية السحائية أو حتى حدوث انزلاق غضروفي جديد كما سنوضح بتفاصيل أكثر في هذا المقال.
تشخيص آلام ما بعد عمليات العمود الفقري:
يقوم أ.د. أحمد بكير أستاذ و استشاري علاج الألم التداخلي بتشخيص آلام ما بعد عمليات العمود الفقري عن طريق الفحص الإكلينيكي مع طلب أشعات معينة لاستبعاد مضاعفات العملية الجراحية التي تشمل ظهور إنزلاق غضروفي جديد، كسر فى الفقرات ، نزيف داخل القناة العصبية أو التهاب. أو مجرد هشاشة عظام من الممكن السيطرة عليها بوصف أقراص الكالسيوم للمريض مع نصيحته بالتعرض للشمس فى أول و أخر النهار ليمكن جسمه من الاستفادة من فيتامين د و هو المسئول عن امتصاص الكالسيوم.
أسباب آلام ما بعد عمليات العمود الفقري:
مع عمليات العمود الفقري الجراحية ، يتخلص الجسم من المشكلة المتسببة في الألم و لكن يحدث تغيير تشريحي للعمود الفقري و تغيير فى اتزان العمود الفقري و هناك بعض النقاط التي تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث تلك المشكلات مثل ضعف العضلات ، زيادة الوزن و الجلوس لفترات طويلة. لذلك قد تكون النتيجة إحدى المشكلات الآتية:
- عدم ثبات في العمود الفقري، و هذا يؤدي إلي تحميل على مفصل أكثر من الأخر مع ظهور خشونة و التهاب بين الفقرات.
- خشونة في المفصل الخلفي بين الحوض و العمود الفقري لأن الجسم كله يعتمد على هذا المفصل لأنه أكبر مفصل ، وهذا يؤدى إلى ألم شديد يمتد من أسفل الظهر إلى الجهة الخارجية من الساق وقد يمتد إلى الجهة الأمامية أعلى الفخذ فى منطقة الحوض. و يلاحظ أن الألم يقل مع الحركة و يتزايد مع الجلوس. ويتم التشخيص عن طريق الفحص الإكلينيكي مع إجراء أشعة إكس أو الأشعات المقطعية حسب الحالة.
- حدوث التصاقات من داخل القناة العصبية ، لتؤثر على الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي نتيجة الدم الموجود أثناء العملية . و هذه الإلتصاقات بدورها تحدث ضغط على الأعصاب المركزية و يتم التشخيص عن طريق الفحص الإكلينيكي و إجراء أشعة الرنين المغناطيسي.
- تليف العضلات سواء كانت العضلتان اللتين تحيطان العمود الفقري أو العضلتان اللتين تحيطان مفصل الفخذ و تكون النتيجة تأثر الأعصاب المحيطة مما ينتج آلام شديدة قد تمتد لأعلى الفخذين.
علاج آلام ما بعد عمليات العمود الفقري:
هذا النوع من الألم لا يمكن علاجه جراحياً ويفضل علاجه بإستخدام تقنيات علاج الألم التداخلي للحد من الألم و تتضمن الآتي:
علاج خشونة مفاصل العمود الفقري أو المفصل الوركي:
يستخدم التردد الحراري لعلاج خشونة مفاصل العمود الفقري و خشونة مفصل العمود الفقري مع عظام الحوض.
يتعامل أ.د أحمد بكير مع تلك الحالات بتطبيق التردد الحراري على الأعصاب التي تغذى مفاصل الفقرات حيث تتم تلك التقنية باستخدام مخدر موضعي دون اللجوء إلى الجراحة ويشعر المريض بالتحسن الفوري في نفس يوم العملية ويعود لحياته اليومية.
إذابة التصاقات القناة العصبية:
تعتبر فكرة علاج مشكلة الإلتصاقات بالجراحة فكرة خاطئة تمامًا لأن الجراحة مرة أخرى ستؤدي إلى المزيد من الإلتصاقات والحل الأمثل يتلخص فى عمليات التدخل المحدود بالتخدير الموضعي بدون جراحة ولا تحمل أي خطورة أو مضاعفات.
حيث يتم استخدام قسطرة إذابة الإلتصاقات التي تسمى قسطرة راجز وهي عبارة عن قسطرة صغيرة و دقيقة جدًا، حيث يقوم أ.د. أحمد بكير بإدخالها من نهاية القناة العصبية تحت تأثير المخدر الموضعي و يقوم بحقن صبغة معينة لتحديد مكان الإلتصاقات ليتم توجيه القسطرة حول الأعصاب المصابة ، ثم يحقن مواد كيمائية مذيبة لهذه الإلتصاقات ، مثل مادة الهاياليز أو محلول ملح مخصص لتلك الإستخدامات ، لتحرير العصب المخنوق من تلك الإلتصاقات وتتم تلك التقنية بإستخدام الأشعة التداخلية فى أقل من 10 دقائق ويتم خروج المريض من المستشفى فى نفس اليوم بعد التحسن الفوري واستعادة الحركة بدون أى ألم.
و قد يستخدم منظار القناة العصبية في تلك الحالات ، للمساعدة فى التشخيص الدقيق ، لأنه يتميز بإمكانية تصوير القناة العصبية من الداخل عن طريق كاميرا متناهية الصغر ونقل الصورة إلى شاشة كبيرة للحصول على أدق التفاصيل و إنهاء كافة الإلتصاقات.
علاج الأعصاب:
و هو يتمثل في علاج الأعصاب المتواجدة في منطقة الإلتصاقات وعادة ما تسبب آلام مبرحة فى الأرجل ، و يقوم أ.د. أحمد بكير بعلاجها بإستخدام التردد الحراري و هو عبارة عن موجات كهروماغناطيسية تتراوح حرارتها من 40 إلى 42 درجة لعلاج الأعصاب التي تم الضغط عليها بسبب تلك الإلتصاقات.
علاج تليف العضلات:
يقوم أ.د.أحمد بكير بعمل جلسات الليزر تداخلي على العضلات المتليفة بعد تحديدها بدقة. حيث يتم تسليط موجات الليزر التداخلي على مستقبلات الألم عن طريق قساطر ضوئية صغيرة بإستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية تحت تأثير المخدر الموضعي.
تساعد هذه الموجات من الليزر التداخلي على تحسين التغذية الدموية للعضلات مما يساعد على الإسراع من التئام تلك العضلات المصابة و تعمل أيضًا كمضاد للالتهاب .لذلك تستخدم تلك التقنية لتأهيل عضلات الظهر بعد عمليات توسيع القناة العصبية و الإنزلاق الغضروفي.
كما تحتاج العضلات المتليفة إلى علاج طبيعي و تمارين معينة لتقوية عضلات الظهر و البطن مرة أخرى ، لمساعدتها للقيام بوظيفتها من جديد. وعندما يتخلص المريض من الألم بجلسات العلاج التداخلي ، سوف يستطيع القيام بتلك التمارين.
يقدم الأستاذ الدكتور أحمد بكير أحدث الأجهزة و التقنيات لعلاج من يعاني من ألم ما بعد عمليات العمود الفقري ، عن طريق تقنيات علاج الألم التداخلي بدون جراحة وعن طريق مخدر موضعي في إجراء بسيط ويمكن للمريض العودة لممارسة حياته الطبيعية في نفس اليوم مع وجود تحسن ملحوظ بإذن الله في نسبة الألم.
و يتميز علاج الألم التداخلي أنه يتناسب مع جميع الفئات العمرية من عشرة أعوام حتى ثمانون عامًا مع ندرة حدوث مضاعفات. فيشعر المريض بتغير تام ليرجع إلى حياته الطبيعية و بهذا أصبح العلاج التداخلي علاج تكميلي لحالات جراحة العمود الفقري.