عندما نلجأ إلى علاج لمرض ما، نسعى دائماً إلى العلاج بدون أي تدخل جراحي أو تخدير كُلي لتجنب أي مخاطر أو مضاعفات، أو تجنب عدم تحمل الألم بعد الجراحة و الوجود في المستشفى لفترات طويلة، حتى نستطيع أن نستمتع بحياتنا بشكل طبيعي.
عندما نتحدث عن علاج الألم فنتذكر المسكنات المعروفة بالصيدليات سواء كانت على شكل أقراص أو حقن، و لكنها ليست دائماً مناسبة لكل أنواع الألم. لذلك يأتي تخصص علاج الألم على يد الخبير أ.د. أحمد بكير الذي يتمتع بخبرة أكثر من 18 سنة في علاج أنواع مختلفة من الألم مثل آلام الإنزلاق الغضروفي، آلام ما بعد العمليات الجراحية، آلام العمود الفقري، الأورام السرطانية، العلاج الكيميائي، الصداع المزمن خاصةً الصداع النصفي و العصب الخامس الذي سنتحدث عن المرض نفسه و علاجه بدون جراحة في هذا المقال.
ما هو العصب الخامس؟
العصب الخامس أحد الأعصاب الدماغية التي تحمل أليافاً حسية و حركية و لها ثلاث تفرعات و هم تفرع عينيّ، تفرع فكّي علويّ و تفرع فكّي سفليّ.
ما هي آلام العصب الخامس؟
هي الآلام التي يشعر بها الشخص في منتصف الوجه و تشبه الضربة الكهربائية، و تصل حدة الألم لعدم قدرة المريض على تحمل مرور الهواء على الوجه و عدم قدرته أيضاً على غسيل الأسنان، تناول الطعام بشكل طبيعي، حلاقة الذقن و وضع المكياج و هذا يجعل المريض في حالة عزلة و يشعر بالإكتئاب معظم الوقت. قد تأتي هذه الآلام على شكل نوبة واحدة أو عدة نوبات كل بضعة ساعات أو دقائق و في بعض الأحيان ثوانٍ. و احتمال إصابة الجانب الأيمن من الوجه أكبر بخمس مرات من احتمال الإصابة في الجانب الأيسر من الوجه.
أسباب آلام العصب الخامس:
1- حدوث التهابات في العصب نفسه و خاصةً في مرضى الهيربس حيث يمكن أن يتم تنشيط الفيروس الكامن في حالات نقص المناعة مثل النساء الحوامل، كبار السن و مرضى المناعة بشكل عام، و يمكن أن تتزامن الأعراض مع وجود رشح جلدي في منطقة العصب الخامس، او أن تتبع الأعراض في وقت لاحق للإصابة بالهيربس.
2- حدوث تمددات دموية في المخ التي تضغط على العقدة العصبية المكونة للعصب الخامس.
3- يمكن أن تحدث آلام العصب الخامس في حالات التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis) حيث يصيب المرض النوى العصبية في جذع المخ ذاته.
أعراض العصب الخامس:
تتلخص أعراض العصب الخامس في عرضين أساسيين هما:
1- وجود نوبة ألم شديد عند لمس الوجه وتستمر تلك النوبة بين عدة ثوان وعدة دقائق، أو قد تطول إلى عدة أسابيع وأيام.
2- تشنُّج الخد والفك والأسنان واللثة والشفتين، تختلف على حسب شدة الألم.
تشخيص آلام العصب الخامس:
يتم تشخيص آلام العصب الخامس بعد استبعاد كل المسببات الأخرى التي من الممكن أن تسبب آلاماً شبيهة مثل: الهيربس العصبي، الأورام السرطانية، آلام الأسنان و التهابات الأوعية الدموية، في أغلب الأحوال يتم إجراء تصوير بالرنين المغنطيسي (MRI).
في حالة الإصابة بألم العصب الخامس التقليدي، لن تظهر نتائج مرضية مميزة في التصوير، كما أن نتائج الفحص العصبي الذي يخضع له هؤلاء المرضى تكون خالية من أي مشاكل. لكن في بعض الحالات التي يكون فيها الألم ثانوياً مصاحباً لظاهرة مرضية أخرى مثل الأورام السرطانية، من الممكن أن تكون هناك نتائج إضافية واضحة خلال الفحص العصبي.
ما هو الفرق بين العصب الخامس و العصب السابع؟
يرتبط المخ و العمود الفقري بالجسم عن طريق أعصاب مخية و أعصاب فقرية عن طريق إشارات و رسائل من و إلى المخ. هناك 12 عصب مخي يربط مباشرةً بالجسم و يتم ترقيمهم بالترتيب من العصب الأول إلى العصب الإثنى عشر.
و كما ذكرنا من قبل أن العصب الخامس له ثلاث فروع مسئولة عن الإحساس بالوجه و سنوضحها هنا بالمزيد من التفاصيل، كما أن أحد الفروع منهم مسئول عن تنظيم حركة المضغ.
1- الفرع الأول هو العصب العيني المسئول عن الإحساس ابتداءً من فروة الرأس و الجبهة و أعلى الجفنين و وصولاً إلى مقدمة الأنف.
2- الفرع الثاني هو العصب الفكي العلوي و هو العصب الذي يغطي الإحساس ابتداءً من أسفل الجفنين و جانبي الأنف، و كذلك على الشفتين و الخدين، وصولاً إلى الأسنان العلوية و اللثة العلوية.
3- الفرع الثالث هو العصب الفكي السفلي الذي يغطي الإحساس ابتداءً من الأسنان السفلية و اللثة السفلية، الشفة السفلية و الذقن و الفك، و بعض من أجزاء الأذنين. كما أنه العصب المسئول عن تغذية العضلات الماضغة المتحكمة في عملية المضغ.
أما العصب السابع فهو عصب آخر يسمى عادةً بالعصب الوجهي أو العصب القحفي، و هو ما يؤدي بالإنسان إلى إظهار تعابير الوجه المختلفة، من ابتسام أو بكاء أو تقطيب و غيرها من تعابير الوجه المتنوعة. كما يتحكم العصب السابع أيضاً في العضلات المستخدمة لإغلاق العينين، و كذلك يتحكم في عدد من الغدد منها الغدد الدمعية، غدد تحت اللسان و تحت الفك السفلي و كذلك يتحكم العصب السابع في الإحساس بجلد الأذن.
علاج آلام العصب الخامس:
1- العلاج الدوائي:
في كثير من الحالات يستجيب المريض من خلال العلاج الدوائي بشكل جيد جداً و لو لفترة محدودة من الزمن. أكثر العلاجات الدوائية المستخدمة هو عقار الكربامازيبين(Carbamazepine)، و من بين الإمكانيات الدوائية الأخرى، عقارات الباكلوفين (baclofen)، و غيرها من الأدوية، و هي لا تسبب أي أعراض جانبية. و لكن كما ذكرنا من قبل المسكنات العادية لا تساعد على علاج ألم العصب الخامس.
2- العلاج بالتردد الحراري:
العلاج يتم بدون جراحة عن طريق مخدر موضعي تحت جهاز الأشعة، حيث يتم توجيه موجات ترددية من خلال إبرة رفيعة إلى مكان العصب المسبب للألم بمنتهى الدقة. و من مميزات هذه التقنية انها مناسبة لأصحاب مرضى السكر و الضغط و أصحاب الأمراض المزمنة و الممنوعين من أي تدخلات جراحية. يشعر المريض براحة حوالي 70 - 80% و تأثير العلاج يستمر حوالي سنتين.
3- بعض الحالات قد تتجه أيضاً إلى العلاج الطبيعي و التدليك و من الممكن استخدام الكمادات الساخنة على الوجه. قد يستمر العلاج لمدة شهر مع الحالات المتوسطة، اما الحالات الحادة قد تحتاج إلى وقت و مجهود كبير.
هل أعراض الصداع النصفي أو آلامها تشبه آلام العصب الخامس؟
يختلط الأمر بين الكثيرين بين الصداع النصفي و العصب الخامس، و لكن هناك فرق بينهما.
1- ألم الصداع النصفي يكون في الدماغ أما العصب الخامس يحدث في الوجه.
2- الصداع النصفي قد يستمر لمدة 3 أيام، أما العصب الخامس يأتي على هيئة نوبات متقطعة تستمر لدقائق أو ثواني معدودة و تنتهي.
3- الصداع النصفي يحدث في جهة واحدة فقط في الوجه، أما العصب الخامس قد يحدث في الجهة اليمنى أو اليسرى.
4- ألم الصداع النصفي يحدث في أي وقت خلال السنة، أما ألم العصب الخامس يشبه الصداع العنقودي و يأتي في مواسم في السنة لمدة شهرين أو ثلاثة و يتعافى المريض بعدها و يكون في العين فقط، و تصاحبه أعراض معينة مثل إفرازات من الأنف و الفم و زيادة في الدموع.
5- ألم الصداع النصفي قد يأتي للشخص أثناء النوم و قد يستيقظ الشخص بسبب ذلك، أما ألم العصب الخامس لا يشعر بها الشخص أثناء النوم.
العصب الخامس والجيوب الأنفية:
الجيوب الأنفية هي عبارة عن مساحة من عظام الوجه مملوءة بالهواء والتي تساعد على تسخين وترطيب الهواء الذي نستنشقه، بجانب حماية الهيكل العظمي في حال تعرُّضه إلى أي صدمة قوية في منطقة الوجه، وقد يؤثر التهاب تلك الجيوب الأنفية بشكل مباشر على جميع الأعصاب الموجودة في الوجه والتي تكون حول تلك الجيوب الأنفية، ومنها العصب الخامس فيزيد تهيجه وتزيد إشارات الألم به على عكس المعتاد، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن تأثُّر العصب الخامس بالالتهابات الشديدة والتي تكون سبب مباشر في نشاط آلامه ليست هي آلام التهابات الجيوب الأنفية.
هل العصب الخامس مرض مزمن؟
من الممكن أن يُصنَّف ألم العصب الخامس على أنه مرض مزمن، إذ من الممكن أن تستمر نوبات الألم التي تصاحبه إلى عدة أسابيع أو شهور على حسب شدة الحالة نفسها، ولكن الآن أصبح من السهل علاجه بجهاز التردد الحراري مع الأستاذ الدكتور أحمد بكير أستاذ علاج الألم المزمن في نصف ساعة على الأكثر.